معجزة نبوية حول الأمراض الجنسية التي ظهرت حديثاً

الجمعة، 21 نوفمبر 2014 | 0 التعليقات

معجزة نبوية حول الأمراض الجنسية التي ظهرت حديثاً


أمراض جنسية كثيرة ظهرت حديثاً لسبب الانتشار الهائل لتجارة الجنس، هذا ما أثبته العلماء وهو ما أنبأ به رسولنا الكريم من قبل....

في بحث جديد نشر في مجلة العلوم الأمريكية حاول العلماء من خلاله البحث عن منشأ فيروس الإيدز (مرض نقص المناعة المكتسب) من خلال دراسة تاريخ الفيروس للتعرف على أصل الوباء. واستعان الفريق البحثي بأرشيف من عينات الشفرة الوراثية للفيروس لتعقب مصدره، وأشارت الشواهد إلى أنه يعود إلى كينشاسا ( في جمهورية الكونغو الديمقراطية) في فترة العشرينيات من القرن الماضي.
وأوضح تقرير العلماء أن رواجاً في تجارة الجنس وزيادة سريعة في السكان واستخدام إبر غير معقمة في العيادات الصحية كان السبب في انتشار الفيروس على الأرجح.
 
صورة حقيقية لفيروس الإيدز.. يقول الخبراء إن هذه كانت رؤية رائعة لمعرفة بداية الوباء، حيث بدأ فيروس "اتش اي في "جذب انتباه العالم في الثمانينيات من القرن الماضي، وأصيب به نحو 75 مليون شخص. لكن الفيروس له تاريخ أطول من ذلك بكثير في أفريقيا، لكن المكان الذي بدأ فيه الوباء ظل محور جدل كبير. (مصدر الصورة BBC).
وفي عشرينيات القرن الماضي، كانت كينشاسا جزءاً من الكونغو التي تسيطر عليها بلجيكا. ويقول الأستاذ أوليفر بايباس إن المدينة "كانت سريعة النمو وكبيرة جداً. وتظهر السجلات الطبية الاستعمارية ظهور حالات كثيرة من الإصابات بالأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي".
لقد استقدمت هذه البلدة أعداداً كبيرة من العمال، مما أخل بالتوازن بين الجنسين فيها، فزاد عدد الرجال عن النساء إلى الضعف. وانتهى الأمر إلى رواج شديد في تجارة الجنس. هذا الانتشار الهائل للجنس كان سبباً رئيسياً في نشوء وانتشار هذا المرض الجنسي القاتل.
إذاً الحقيقة العلمية تؤكد أن انتشار الفاحشة أدى لظهور مرض جنسي خطير جديد لم يكن معروفاً في الأمم السابقة، هذه الحقيقة التي اكتشفت عام 2014 أخبر عنها النبي الكريم بكل دقة!!
قال عليه الصلاة والسلام: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجة وحسنه الألباني]. فهذا الحديث الشريف يؤكد ظهور أمراض وأوجاع جديدة غير معروفة من قبل بسبب انتشار الفاحشة وظهورها.. فمن الذي أخبر النبي بذلك؟
إن هذا الحديث ليشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول من عند الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

لماذا يجلد الزاني وشارب الخمر؟

| 0 التعليقات

لماذا يجلد الزاني وشارب الخمر؟


هل تصدق عزيزي القارئ أن بعض العلماء ابتكروا أسلوباً فعالاً لعلاج الإدمان على الجنس والمخدرات ‏من خلال ضرب‎ ‎‏ (جلد) الشخص على ظهره ... أليسj‏ هذه هي عقوبة الزاني أو شارب الخمر في ديننا ‏الحنيف؟....‏

نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الشهيرة (وهي صحيفة علمانية لا تؤمن بتعاليم الإسلام) مقالاً بتاريخ ‏‏(7/1/2013) حول أسلوب جديد لعلاج الإدمان على الجنس والإدمان على المخدرات أو الخمور.. وذلك ‏من خلال جلد أو ضرب المدمن عدداً من المرات على ظهره، مما يساهم بشكل فعال في التخلص من ‏الإدمان.‏
ويقول العلماء الروس إن هذه الطريقة أثبتت فعاليتها في حين فشلت معظم أساليب العلاج التقليدية ‏للإدمان، ولكن ما هو سر ذلك؟
يؤكد الدكتور ‏Dr German Pilipenko ‏  يؤكد أنه عالج أكثر من ألف حالة بهذه الطريقة، حتى إن ‏الكثيرين يسافرون من دول بعيدة للاستفادة من هذا العلاج!! ‏
 
يقول هذا العالم السيبيري (من سيبيريا) إن ضرب مدمن الجنس بهدف تخليصه من الآثام يساهم في ‏تحرير مادة الإندورفين Endorphins‏ من الدماغ وهي المادة المسؤولة عن السعادة، مما يجعل المدمن ‏يشعر بسعادة تساعده على التخلص من ممارسة الجنس أو تعاطي المخدرات.‏
 
ويقول علماء النفس: إن هذا الأسلوب هو نوع من العقاب البدني على أفعال آثمة ارتكبها مدمن الخمر ‏أو مدمن الزنا، تشعره بذنبه وأن ما يقوم به هو خطأ كبير لابد من التخلص منه وعدم العودة إليه. وهو ‏أسلوب فعال وقد استخدمه بعض الكهان قبل مئات السنين.‏
ويعترف الدكتور ‏Dr. Sergei Speransky, ‏  مدير الدراسات الحيوية في معهد ‏ Novosibirsk Institute of Medicine‏ بأن أسلوب الضرب بالقصب أو الخيزران على الظهر فعال في علاج نوبات ‏الاكتئاب والإحساس بالذنب.‏
فعملية الجلد أو الضرب تحفر مناطق خاصة في الدماغ لدى مدمن المخدرات مثلاً وتحدث عمليات معقدة ‏تؤدي للتخلص من الإدمان بسهولة.‏
الآن دعونا نتساءل قليلاً:‏
لماذا يتقبل الغرب أي طريقة للعلاج ولو كانت عبارة عن جلد المدمن مئة جلدة! ويعمل بها ويروج لها ما ‏دامت بعيدة عن الإسلام؟ ولماذا يرفض أي تعاليم ينادي بها الإسلام مع العلم أن تعاليم الإسلام أكثر ‏رحمة، ولا تنتظر الزاني ليصل إلى مرحلة الإدمان؟
نحن نعلم أن الله تعالى عالج ظاهرة الإدمان على الجنس من جذورها من خلال الآية الكريمة: (الزَّانِيَةُ ‏وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ) [النور: 2]. فهذه العقوبة سوف تطهر الزاني وتردع غيره ‏وتقطع مشكلة الإباحية من جذورها.. وتنقذ ملايين الشباب من هذه الآفة المستعصية.‏
ولكن الغرب لا يقبل بأي علاج قادم عن طريق الإسلام، ونحن نرى اليوم أنهم يقبلون العلاج ذاته ‏‏(بالضرب أو الجلد) لأنه قادم من روسيا، ومن أناس غير مسلمين... سبحان الله!‏
ولذلك نستطيع أن نقول:‏
‏1- إن علاج مشكلة الزنا ومشكلة شرب الخمر من خلال الجًلد على الظهر، هو علاج صحيح وتمت ‏تجربته آلاف المرات من خلال متخصصين في العلاج النفسي وعلاج الإدمان.‏
‏2- إن وجود هذه العقوبة أو هذا الحدّ في كتاب الله تعالى (حد شارب الخمر والزاني والزانية).. دليل على ‏أنه كتاب منزل من الله تعالى، وليس كما يدعون أنه يأمر بالعنف ويتعدى على حقوق الإنسان.‏
‏3- إن تطبيق حد الزنا سوف ينقذ الملايين من الموت بسبب الأمراض الجنسية المعدية، وسوف يوفر ‏المليارات التي تنفق على علاج هذه الأمراض وسوف ينقذ ملايين الأسر من التفكك الأسري والعنف ‏المنزلي ومشاكل أخرى قد تؤدي أحياناً للانتحار.. أيهما أفضل: مئة جلدة أم الموت والمرض؟
مع العلم أن تكلفة "جلسة الجَلد" عند طبيب متخصص في روسيا تكلف 60 دولار أمريكي، بينما الإسلام ‏يقدم هذا العلاج مجاناً.. سبحان الله!‏
‏4- إن اعتراف المعالجين النفسيين أن ضرب مدمن الجنس يؤدي لنتائج جيدة في العلاج، يؤكد إعجاز ‏القرآن في حد الزنا!! فإعجاز القرآن لا يقتصر على الحقائق العلمية أو اللغوية بل هناك إعجاز في تطبيق ‏الحدود.‏
وربما تطالعنا أبحاثهم قريباً بضرورة قطع يد السارق لعلاج مشكلة السرقة من جذورها.. فلو تأملنا دولة ‏مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً لرأينا وجود مئات الآلاف من اللصوص، وعلى الرغم من تطبيق ‏مختلف أنواع العقوبات إلا أن جريمة السرقة في ازدياد. ولن يجد العالم عقوبة أرحم من قطع يد السارق ‏لعلاج هذه الآفة وقطع الفساد من جذوره.. قال تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا ‏نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [المائدة: 38]. هذه هي حكمة الله تعالى فأين هي حكمة البشر؟
وأخيراً فإن هذا الدين جاء رحمة للعالم، وربما لا نعجب عندما نعلم أن الحرب كلما اشتدت على الإسلام ‏ازداد انتشار الإسلام وبخاصة في الدول الغربية حيث ينعم الناس بحرية الفكر والاعتقاد.. وهذا دليل مادي ‏على أن الإنسان العاقل عندما تُترك له حرية الاعتقاد فسوف يختار هذا الدين الحنيف.‏
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

غثاء السيل.. معجزة نبوية‏

| 0 التعليقات

غثاء السيل.. معجزة نبوية‏

إن الذي يتأمل الواقع الإسلامي اليوم يرى حرباً شرسة تشن على الإسلام بشكل غير مسبوق، في حالة ضعف وتشتت المسلمين.. دعونا نتأمل هذه المعجزة النبوية التي تصور لنا واقعنا اليوم...

أحبتي في الله! لم يرَ التاريخ أرحم من سيدنا محمد بالبشرية جمعاء، لقد أخرجهم من الظلمات إلى النور. وأراد أن ينقذهم من عذاب يوم أليم، وبذل جهده من أجل سعادة البشر في الدنيا والآخرة. ومن رحمته بنا أنه لم ينسَ واقعنا الذي نعيشه اليوم فأخبر عنه ليكون هذا الحديث معجزة تشهد بصدقه، وتنبيهاً لأحبابه بضرورة العودة إلى الله تبارك وتعالى.
قال صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) [رواه أبوداود].
دعونا نسقط هذا الحديث على واقعنا اليوم لنرى دقة التصوير النبوي لما تعانيه الأمة الإسلامية في هذا العصر. فقد بدأت الحرب على الإسلام مع بداية العصر الحديث حيث مرّ المسلمون بحالة من الضعف الشديد والوهن حتى أصبحوا في مؤخرة الأمم.
واليوم أصبحت الحرب على الإسلام علنية بسبب استخفاف القوى العالمية بالمسلمين واعتبارهم غثاء كغثاء السيل ليس لهم أي قيمة تذكر، على الرغم من الموارد الاقتصادية الضخمة والثروات الهائلة التي يملكونها، والأعداد الكبيرة التي تميزهم عن بقية الأمم حيث بلغ عدد المسلمين في العالم أكثر من 1700 مليون مسلم!
أصبحت الحرب على الإسلام شغل من لا شغل له! الكل يحارب الإسلام وكل حسب أسلوبه وإمكانياته، وأهمها الحرب الإعلامية في الفضائيات والصحف الغربية.. حملات تحريض وتشويه وتزوير للحقائق تشنها آلات الإعلام الغربية ليل نهار.
الحرب بنهب ثروات هذه الأمة وإضعافها اقتصادياً والأهم من ذلك "حرب العقول" أو تدمير العقول المسلمة، فالعالم المسلم لا يجد فرصة في وطنه فيضطر للذهاب إلى الخارج فتخسر الأمة هذه الإمكانيات والتي هي أساس الحضارة والتطور.
"حرب الفتنة" من خلال ضرب المسلمين ببعضهم كل حسب مذهبه أو طائفته.. مع العلم أن هذه المذاهب والطوائف والأديان عاشت مئات السنين بسلام.. فلماذا اليوم تقتل وكل طرف يفني الطرف الآخر؟؟
"حرب الذاكرة" وهذه حرب خفية ربما لا يشعر بها إلا من غادر وطنه بسبب الحرب.. فتم تدمير ذاكرته بل العمل على تدمير الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي.. ووضع الأفكار المتطرفة بدلاً منها.. وبالنتيجة هي حرب على المسلمين... وأشياء أخرى حيث يشعر كل مسلم وبخاصة من يعيش في الغرب بأنه أصبح مستهدفاً أو أن هذه الحرب تشن عليه شخصياً..
كل هذا الاجتماع من أعداء الإسلام لخصه لنا النبي الكريم في عبارة رائعة تصور لنا تماماً وضعنا اليوم: (يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا)!! ألا تشهد هذه العبارة على أنه نبي مرسل من عند الله، وأن الله تعالى هو من أخبره بهذا الواقع من قبل 1400 سنة؟؟!
فالحرب تشتعل بينما تتهافت هذه الدول على سرقة الثروات العربية وعلى رأسها النفط! تماماً مثل الذئاب التي تجتمع على الفريسة لتنهش منها ما تستطيع.. فهي حرب وسرقة وطمع في هذه الخيرات التي لم ينتفع بها المسلمون إلا في أمور اللهو والطعام والشراب حب الدنيا!
وعلى الرغم من الكثرة العددية للمسلمين إلا أنهم لا قيمة لهم تماماً مثل غثاء السيل أي ما يحمله السيل من بقايا الحشائش والحصى التي لا قيمة لها ولا ينتفع بها.. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ)، وهذه معجزة نبوية، فمن أخبره عليه السلام أنه المسلمون سيكونون يومئذ بأعداد كبيرة جداً؟ كيف علم أن أعداد المسلمين كثيرة جداً (1700 مليون مسلم) وأنهم لا يشكلون أي قوة عالمية تذكر، بل الكل يعتدي عليهم وينال منهم؟!
والأسوأ أنه لا أحد يحسب لهم أي حساب فهم في مؤخرة الأمم ولا هيبة لهم.. كما قال تماماً: (يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ).. وهذا ما نراه اليوم يقيناً من خلال نشرات الأخبار ومتابعة الأحداث!! فكيف علم النبي الكريم أنه على الرغم من كثرة أعداد المسلمين إلا أنه ليس لهم أي هيبة بين الدول؟! ألا تشهد هذه العبارة على أن الله تعالى هو الذي أخبره بذلك؟
ثم يشرّح لنا واقعنا ويحلل تحليلاً علمياً دقيقاً حل أسباب هذه الظاهرة التي نعيشها اليوم أن سبب ضعف المسلمين واجتماع الأمم عليهم هو: (حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ).. وبالفعل أصبح المسلمون حريصون على التمتع بهذه الدنيا ولا تكاد تجد من ذكر الموت أو الآخرة ولا تكاد تجد من يستعد للحظة الموت ولقاء الله!!
إنه تصوير نفسي عجيب للحالة النفسية التي يعيشها معظم المسلمون اليوم وهي حبهم للملذات واللهو والموسيقى والألعاب والأفلام والمسلسلات وشواطئ البحار والملاهي وشرب الدخان والنظر للنساء... حتى إنك إذا وجدتَ من يذكر الموت ربما تشك في عقله أو حالته النفسية؟؟
فمن أي جاء النبي الكريم بهذا العلم وهذا التحليل النفسي الدقيق؟ أليس هو الله من أخبره بذلك؟
وأخيراً هذا الحديث لم يذكره لنا النبي صلى الله عليه وسلم ليزيدنا يأساً أو إحباطاً أو تسليماً بالهزيمة، إنما حلل لنا الواقع وأسباب هذا الضعف.. لنعود لديننا وتعاليمه الرائعة، فنتذكر الموت ولقاء الله ونبتعد قليلاً عن حب الدنيا وزينتها.. فهذا هو الطريق للقوة والنجاح والسعادة بإذن الله تعالى.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحي

الإعجاز العددي ورسم المصاحف

| 0 التعليقات

الإعجاز العددي ورسم المصاحف

لا يوجد كتاب في العالم يمكن قراءته على سبعة أوجه من دون أن يختل المعنى اللغوي والبلاغي له.. إلا القرآن الكريم، ولكن ....

هناك الكثير من التساؤلات حول موضوع الإعجاز العددي في القرآن الكريم، ولعل من أبرزها موضوع رسم المصاحف. فالقرآن الكريم له خاصية غريبة من نوعها إلا وهي تعدد أوجه القراءات، وهذه الخاصية لا يتمي بها أي كتاب آخر على وجه الأرض، وهي من وجوه إعجاز القرآن الكريم.
فإذا ما تعمقنا بقراءات القرآن نجد شيئاً عجيباً، ألا وهو أنه لا يوجد خطأ أو خلل لغوي على الرغم من تعدد أوجه القراءات، والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام أشار إلى ذلك بقوله: (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري]، هذا الحديث يتضمن إشارات خفية إلى معجزة للقرآن تتعلق بالرقم سبعة، ويشير إلى وجوده القراءات وكذلك لأشياء أخرى لم تكتشف بعد.
مثلاً في سورة البقرة هناك قراءتان لقوله تعالى عن خداع المنافقين لله ورسوله والمؤمنين، فهم يعتقدون أنهم يخدعون الله والمؤمنين، ولكنهم في الحقيقة يخدعون أنفسهم من دون أن يشعروا بذلك، لنتأمل الآية الكريمة على وجهين من أوجه القراءة:
1- (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 9].
2- (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يُخَادِعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 9].
فالقراءة الأولى (يَخْدَعُونَ) والقراءة الثانية (يُخَادِعُونَ) والمعنى متقارب جداً ولا يوجد أي خلل في البناء اللغوي والبياني للآية الكريمة... وهكذا بقية آيات القرآن الكريم.
وهناك آيات تقرأ على أوجه مع تغيير في حرف من حروف الكلمة مثلاً:
1- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) [الحجرات: 6].
2- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَثَبَّتُوا) [الحجرات: 6].
فالقراءة الأولى (فَتَبَيَّنُوا) من التبيان، والقراءة الثانية (فَتَثَبَّتُوا) من التثبت والمعنى متقارب جداً ولا يوجد أي خلل في البناء اللغوي والبياني للآية الكريمة... بل هناك إضافة للمعنى اللغوي، ومبالغة في التبيان والتثبت والتأكد من صحة النبأ قبل الحكم عليه... فالمؤمن دقيق في أحكامه ولا يطلق الاتهامات من دون تبيان حقيقة الأمر.
وهنا نلاحظ اختلاف بعض الحرف مثل الباء والثاء، والياء والباء، والنون والتاء. ولا أحبذ كلمة "اختلاف" بل هو تعدد في المعاني ومزيد من الإعجاز، ولكن كيف تنعكس هذه القضية على الإعجاز العددي الذي يتعامل بلغة الأرقام!
معظم الباحثين في الإعجاز العددي درسوا المصحف الذي بين أيدينا اليوم ومصحف المدينة، أو رواية حفص عاصم بالرسم العثماني الذي أقره النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.. وللتوسع أكثر هناك برنامج إحصاء القرآن، يمكن الاطلاع عليه والاستفادة منه، فهو أكبر برنامج لإحصاء حروف وكلمات القرآن حسب الرسم الأول.. وفيه أشياء مذهلة يمكن اكتشافها (يمكن تحميل البرنامج من هنا على ملف 2.8 ميغا).
لقد ثبت أن هذا المصحف (رواية حفص عن عاصم) يحوي نظاماً رقمياً شديد التعقيد يتعلق بأعداد الحروف والكلمات وأرقام الآيات والسور. وهناك أعداد أولية أساسية يقوم عليها هذا البناء العددي مثل الرقمين 7 و 19 وغير ذلك.
وربما من أبرز الأمثلة المبهرة ما نجده في إعجاز العدد 309 في قصة أصحاب الكهف، حيث تبين بطريقة رائعة أن عدد كلمات القصة يساوي 309 نفس عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف!! (اطلع على البحث الرائع من هنا).
والسؤال الآن: ماذا عن بقية قراءات القرآن، وهل يوجد فيها إعجاز عددي، وماذا عن تعدد لفظ بعض الكلمات من قراءة لأخرى.. ألا ينسف هذا التعدد قضية الإعجاز العددي من أساسها؟؟!
والجواب هو العكس تماماً! فقد تبين بعد دراسات طويلة أن كل قراءة من قراءات القرآن لها إعجاز عدد خاص بها! فكل قراءة تشكل بمجموع حروفها وكلماتها معجزة رقمية خاصة تتميز بها، وهذا يزيد من قوة الإعجاز في القرآن الكريم.
ويمكن القول إن أكثر من 90 % من أبحاث الإعجاز العددي تنطبق على كافة القراءات القرآنية، مثلاً معجزة أصحاب الكهف والعدد 309 تنطبق على كل قراءات القرآن، فلا توجد قراءة لسورة الكهف عدد كلمات القصة أقل أو أكثر من 309!!
كذلك عندما قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ) [آل عمران: 59]، ثبت أن اسم عيسى عليه السلام تكرر في القرآن 25 مرة، واسم آدم عليه السلام تكرر في القرآن 25 مرة أي هناك تماثل في معجزة الخلق لعيسى وآدم، وتماثل في تكرار اسميهما في القرآن (اطلع على بوربوينت رائع).
وهذه المعجزة الرقمية تنطبق على كافة قراءات القرآن، لأنه لا توجد قراءة مثلاً عدد مرات ذكر اسم عيسى 24 أو 26 بل كل القراءات متطابقة، وبالتالي يمكننا القول إن أبحاث الإعجاز العددي تنطبق على روايات القرآن، وهناك بعض الكلمات التي فيها حرف أو أكثر يمكن قراءته بأشكال متعددة، هذه الكلمات تحوي نظاماً عددياً لم يتم اكتشافه بعد، بسبب تقصيرنا وليس لأنه غير موجود!
وإن شاء الله نتمكن من القيام بإعداد برنامج شامل لجميع قراءات القرآن وسوف تظهر معجزات مذهلة لم يكن أحد يتوقعها من قبل.. نسأل الله عز وجل أن ييسر ذلك، وسيكون هذا العمل وغيره من أسباب حفظ الله تعالى لكتابه المجيد.
ونحذر بشدة من الطعن في صحة أي قراءة للقرآن الكريم، لأن الطعن في قراءة سيقود للطعن في بقية القراءات وبالتالي الطعن في القرآن نفسه، وهذا ما يريده أعداء الإسلام. وسواء عرفنا سر تعدد هذه القراءات أم لم نعرف، فالإعجاز موجود وهذا ظننا بالله عز وجل، لأن الله تعهد بحفظ كتابه الكريم رواية ورسماً ولفظاً وإعجازاً... قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

ما هي فوائد الحبة السوداء؟

| 0 التعليقات

ما هي فوائد الحبة السوداء؟


يقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آل بيته وصحابته: (في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام) [رواه: البخاري]....

يقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آل بيته وصحابته: (في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام) [رواه: البخاري]. يدل هذا الحديث على الأهمية القصوى للحبة السوداء في شفائها لجميع الأمراض باستثناء السام وهو الموت. ماذا يقول العلم بهذا الخصوص؟
 في المقام الأول تناول هذه الحبة السوداء يؤدي إلى تقوية الجهاز المناعي للجسم، وبالتالي تزداد مقاومة الجسم ضد جميع أشكال المرض. وهذا تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم (شفاء من كل داء). ومع أن الأبحاث العلمية على الحبة السوداء تعتبر قليلة حتى الآن إلا أن فوائد هذه الحبة وعلاجها للعديد من الأمراض لازال ينكشف شيئاً فشيئاً.
فهي تفيد في مرض ضغط الدم وارتفاعه. وأن تفل الحبة السوداء بعد عصرها يؤدي إلى تقليل ضغط الدم. وتعد الحبة السوداء مقاومة للجراثيم، لذلك فهي مضاد حيوي ممتاز.
 كما تم إثبات فوائد زيت الحبة السوداء حيث إنه يوسع الأوعية الدموية. كما أن هنالك فائدة تتمثل في إزالة التشنجات المعدية عند تناول كميات خفيفة من الزيت (زيت الحبة السوداء). ولكي يتم الاستفادة بشكل جيد من الحبة السوداء يفضل طحن الحبة السوداء ومزجها مع العسل وتناولها.
ويمكن للحبة السوداء علاج جميع الأمراض الإنتانية والجرثومية باعتبارها مضاداً حيوياً طبيعياً. يمكن علاج حالات الأكزيما المزمنة بزيت الحبة السوداء من خلال دهن المنطقة المصابة. كما يمكن مزج مسحوق الحبة السوداء مع الحليب المحلى بالعسل لعلاج البرود الجنسي.
 وبالنتيجة تعد الحبة السوداء بحقّ مادة تقوي الجهاز المناعي للجسم وذلك ضد كل أشكال الأمراض. وصدق الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام عندما قال: (في الحبة السوداء شفاء من كل داء).
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

دلالات السياق القرآنية على وجود الثقوب السوداء

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 | 0 التعليقات

سعيد حمود اليامي
يعتبر موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم من المواضيع المتميزة بعطائها المتجدد مع تعاقب الزمن، حيث يجد الناس كل حين ما يتوافق أو يشير إلى أشياء تعتبر كشفًا جديدًا، لأنها مما لم يطّلع عليه إنسان من قبل.
وفي عصرنا هذا وجد أهل العلم بين دفتي المصحف الكثير من مواضيع الإعجاز أكثر مما سبق في شتى مجالات العلوم. حتى إن هناك من العلماء من دخل إلى رحاب الإسلام بعد أن اطّلع على نور الإعجاز العلمي الذي يدل على أن القرآن منزّل من رب العالمين مصداقًا لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَق). وفي مقالنا هذا عن الثقوب السوداء، وحالات النجوم بعد فراغ وقودها النووي ـ والذي يعتبر من المواضيع الحديثة والشيقة في الفيزياء المعاصرة ـ سوف أستعرض الإشارات إليها في آيات القرآن الكريم، والتي سبقت كشوف علماء عصرنا، مع الحرص أن لا يكون هناك أي تأويل لتلك الآيات غير مؤيد بالدليل على صحته، كما أنني سأوضح تلك الدلالات التي يمكن استنباطها من ذات النص أو السياق لتأييد الاستدلال. ولذلك فإني قد أوردت النصوص المفسرة للآيات التي استدللت بها.

وكان معظم اعتمادي على تفسير ابن كثير الذي يعتبر من أكثر كتب التفسير تداولاً وذلك بعد الاطّلاع على معظم كتب التفسير.
هذا وأرجو من الله أن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا في اجتهادنا وما وصلت إليه عقولنا سعيًا وراء التفكر في ملكوته ـ جل وعلا ـ كما أمر سبحانه.

أولاً: النجوم مصابيح السماء: يتغنى فيها الشعراء ويهتدي بها المسافرون ولكن العلماء يعرفونها بأكثر من ذلك، فهي عبارة عن كتل هائلة في الفضاء تحدث عليها اندماجات نووية يتحول بموجبها الهيدروجين إلى هليوم مُطْلِقًا كميات مهولة من الطاقة على شكل حرارة وضوء مثلما يحدث في القنبلة الهيدروجينية.

إن ظواهر التوازن من حكمة الله سبحانه في تدبير الكون. وإن إعطاء النجوم كل ذلك الكم من الحرارة والضوء للكواكب المحيطة (اللازمة لأسباب الحياة كما في كوكبنا) تضمن بقاءها في حالة الاستقرار؛ لأن ضخامة كتل تلك النجوم يقتضي أن تكون قوى الجذب هائلة أيضًا باتجاه مركز كل نجم. وهذه القوى انكماشية تدفع النجم للتقلص على نفسه. إلا أن الاندماجات النووية في النجم هي في الحقيقة قوى انفجارية تدفع النجم إلى التمدد بعيدًا عن مركزه في نفس الوقت؛ لذلك يبقى النجم مستقرٌّا إلى ما شاء الله في ظل توازن هاتين القوتين:
قوى الجذب الثقالي باتجاه مركز النجم.
القوى الانفجارية للاندماجات النووية بعيدًا عن مركز النجم.

لقد ظلت النتائج دائمًا مقنعة بالنسبة للفلكيين الذين اعتمدوا الرصد والمراقبة لفهم النجوم بشكل رئيس. ولكن أولئك الذين فضّلوا اللجوء إلى المعادلات الرياضية كان الموضوع أكثر تشويقًا لمتابعة البحث والمقارنة خصوصًا مع وجود النظريات الحديثة في الفيزياء وتحديدًا نظرية النسبية العامة التي كانت دومًا الأداة المفضلة عند سبر أغوار الكون الفسيح.

ومن المعلوم أن النجم يبقى في حالة الاستقرار حتى ينفد وقوده النووي (كلما زاد حجم النجم كلما ازدادت سرعة الاستهلاك) وحينئذ تتهاوى إحدى قوى الاستقرار ويصبح النجم تحت قوى الجاذبية المهولة التي ستتسلم زمام الأمور في مصير النجم.

إن الأبحاث والنتائج التي تصف الأمور التي ستحصل بعد ذلك تعتبر حديثة نسبيٌّا ولكنها اكتسبت زخمًا كبيرًا واهتمامًا واسعًا بين المتخصصين بل وحتى العامة من الناس ذوي الاطّلاع الجيد الذين جذبتهم بما تطرحه من أشياء لم تكن تخطر على أصحاب الخيال الواسع؛ لذلك فإنه قد أصبح العالم المقعد (ستيفن هوكنج) من أكثر العلماء شهرة بعد أبحاثه الطويلة في هذا المجال، (ومن هنا فقد حرصت على قراءة ما توفر لي من كتبه أو مقالاته). تفيد النظريات الفيزيائية أن النجم بعد نفاد وقوده لا بد أن ينتهي إلى إحدى حالتين تبعًا لكتلته الأصلية وتناسبًا مع الكتلة الحرجة التي قام بحسابها العالم الهندي (شاندر اسيخار) ـ حتى إنها أحيانًا تسمى (كتلة شاندر اسيخار) ـ وهي تساوي أحيانًا كتلة الشمس. وهاتان الحالتان هما:

1 - أن تكون كتلة النجم ضمن حدود الكتلة الحرجة، وفي هذه الحالة سينكمش النجم بفعل جاذبيته حتى يستقر عند حجم معين بسبب القوى المضادة الناشئة عن مبدأ (باولي) في الاستبعاد ليستقر على أحد الشكلين:
القزم الأبيض، ويكون نصف قطره عدة آلاف من الأميال وكثافته عدة أطنان للإنش المكعب، وقد تم رصد عدد كبير من هذه الأقزام البيضاء في مجرّتنا.
النجم النيتروني ويكون نصف قطره بضع عشرات من الأميال ولكن كثافته من رتبة ملايين الأطنان للإنش المكعب، وقد تم رصد النجوم النيترونية منذ عام 1967م بعد ملاحظة نبضات أمواج الراديو التي كانت تشعُّها.
2 - أن تكون كتلة النجم أكبر من الكتلة الحرجة، وهنا ينكمش النجم بشدة ولا تفلح أية قوة في إيقاف هذا التقلص الذي يسحق الذرات والأنوية في كثافة مريعة إلى أن تؤدي إلى نشوء ما يسمى بالثقب الأسود والذي لا يمكن لأي شيء أن يفلت من قواه الجاذبية حتى الضوء نفسه. وعند ذلك يُشكِّل منطقة معتمة في الكون تتوقف عند الدخول إليها كل الحسابات.

نسيج الفضاء:
إن الطريقة الوحيدة التي يتلاءم بها تصورنا للفضاء مع النظريات الحديثة هو توصيفه على هيئة النسيج، وكل نقطة على هذا النسيج تحدد بأربعة أبعاد واختصاراً نعرفها بكلمة أزمكان ـ ثلاثة مكانية وواحد زماني ـ وتمثل أية كتلة في هذا الزمكان (كما يعرف اختصارًا) بانحناء في بنيته المستوية، وهذا الانحناء يتناسب عمقه مع مقدار الكتلة المكثفة في الحيز، وفي حالة الثقب الأسود فإن شدة الكتلة المتكاثفة في منطقة ضئيلة تؤدي إلى انحناء المتصل الزمكاني بشدة حتى ينفرط وتحدث به فجوة يكون الثقب الأسود مركزها وليس مجرد تشوه في الزمكان كما هو الحال مع الكتل الاعتيادية. وعلى أعتاب ذلك الثقب الأسود تصبح كل قوانين الفيزيائية التي لدينا بلا فائدة وتغدو التصورات غامضة بين الخيال الجامح للبعض وبين الإحساس بالعجز التجريبي؛ لأنه لا يوجد مكان في الكون يعرف بأنه ثقب أسود على وجه التأكيد حتى وقت كتابة هذا البحث، وكل ما لدينا هو أماكن متناثرة في مجرات بعيدة يرشح العلماء أنها ثقوب سوداء كما في منبع الأشعة السينية المعروف باسم Cygnus X - 1 ولذلك أتوقف عن الخوض أكثر من ذلك بشأن الثقوب السوداء بعيدًا عن الخوض في التفاصيل الأخرى؛ لأن ما سبق يكفي للوصول إلى ترجمة تقريبية لفكرة بحثي بعيدًا عن التعقيدات الشائكة التي ما تزال مثار بحث واستقصاء بين العاكفين على التحقيق في هذا المجال

.
بيان آيات الله في رحاب الكون:
إنه بتفهم كل ما سبق من النتائج والأبحاث العلمية، ومقارنة ذلك بآيات القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أرى أن هناك إشارات واضحة إلى ما يمكننا التعبير عنه بأنه وجوه من التفسير العلمي في القرآن وسأعرضها على محورين:
المحور الأول: يقول المولى ـ جلّت قدرته: (وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ * وَمَآأَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ). لقد ذكر المفسرون ـ حسب اجتهاداتهم ودون الاستناد إلى نص قاطع من القرآن أو السنة ـ أن المقصود بذلك هو النجم الذي يظهر ليلاً ويختفي نهارًا، كما ورد في تفسير ابن كثير بقوله: (يقسم تعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة، ولهذا قال تعالى: (وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِق) ثم قال: (وَمَآأَدْرَاكَ مَا الطَّارِق) ثم فسره بقوله: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ). قال قتادة وغيره: إنما سمي النجم ثاقبًا لأنه إنما يُرى بالليل ويختفي بالنهار. ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح: (نُهِيَ أن يَطْرُقَ الرجلُ أهله طُروقًا، أي يأتيهم فجأة بالليل). وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء (إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن). وقوله تعالى (الثَّاقِبُ)، قال ابن عباس: المضيء وقال السدي: يثقب الشياطين إذا أرسل عليها وقال عكرمة: هو مضيء ومحرق للشيطان). انتهى نص التفسير(1).
مقارنة المشاهدات الكونية مع ألفاظ القرآن قد تبين ما غاب عن المفسرين: القرآن هو كلمة الحق التي نزلت من لدن عليم حكيم. فكل حرف وكل كلمة بين دفتي المصحف مقصودة في موضعها وترتيبها، وليس اعتباطًا كما في أغلب كلام البشر. ولقد شدت انتباهي الآيات الثلاث الأولى من سورة الطارق للتأمل والتفكير بأنه ربما قصد بها الثقوب السوداء التي لم تتكشف حقائقها إلا في عصرنا الحاضر؛ إذ إنه لم يكن ممكناً يمكن أن يشير إليها أي من مفسري القرون الماضية، والقرآن الكريم لكل زمان ومكان فكان من البدهي أن نجد فيه ما يتلاءم مع علومنا الحاضرة مع التسليم بأنه ليس من المقبول أن يتم تأويل الآيات دون الاعتماد على منطق تفسيري صحيح؛ لأن خلاف ذلك يكون أشبه بِلَيِّ عنق الآيات لتوافق الفكرة المطلوبة. ولذلك فإني اتجهت إلى تتبع وإحصاء ورود عبارة (وَمَآأَدْرَاكَ) التي وردت في الآية الثانية من سورة الطارق من خلال استقراء نصوص القرآن الكريم، وباستخدام الحاسب الآلي لاستخراج هذه اللفظة، فتوصلت إلى النتائج التالية: وردت صيغة الاستفهام (وَمَآأَدْرَاك) اثنتا عشرة مرة في القرآن الكريم غير ورودها في الآية الثانية من سورة الطارق كالتالي:
(وَمَآأَدْرَاكَ مَاالْحَآقَّةُ) الآية 3 من سورة الحاقة.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَاالْحُطَمَة) الآية 5 من سورة الهمزة.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَاالْعَقَبَةُ) الآية 12 من سورة البلد.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَاالْقَارِعَة) الآية 3 من سورة القارعة.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَاسِجِينٌ) الآية 8 من سورة المطففين.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَاسَقَرُ) الآية 27 من سورة المدثر.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَاعِلِيُّونَ) الآية 19 من سورة المطففين.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَالَيْلَةُ الْقَدْر) الآية 2 من سورة القدر.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَاهِيَهْ * نَارٌ حَامِيَة) الآيتان 10و11 من سورة القارعة.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَايَوْمُ الدِينِ) الآية 17 من سورة الانفطار.
(ثم مَآأَدْرَاكَ مَايَوْمُ الدِينِ) الآية 18 من سورة الانفطار.
(وَمَآأَدْرَاكَ مَايَوْمُ الْفَصْل) الآية 14 من سورة المرسلات.
ونلاحــظ أن كل ما سبق من المجالات المقترنة بتلك الصيغة هي من الغيبيــات التي يجهلهـا الناس ولا يدركونها بحواسهم ولا يعاينوها في واقعهم.
ثم من الملاحظ أن لفظة (وَمَآأَدْرَاك) تقال في كلام العرب عندما يتحدث من يعلم شيئًا إلى من يجهله مع عظم أمر ذلك الشيء، وبما أن الطارق الوارد في الآيات قد سبقه نفس الاستفهام (وَمَآأَدْرَاكَ مَاالطَّارِقُ) فإنه من المستبعد أن يكون المراد به مقصوراً على النجم الظاهر بالليل والذي يراه الناس ويأنسونه بحياتهم اليومية، وإنما الأقرب ـ بعد التوضيح العلمي ـ أن نقول: إن ذلك فيه إشارة إلى الثقب الأسود الذي هو في أصله نجم أصيب بحالة من الانهيار جعلته يصبح ثقبًا في بنية السماء، يقول الحق تبارك وتعالى: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ).

المحور الثاني: مصير الشمس
الحديث عن إعجاز القرآن في الإشارة إلى مصائر النجوم بعد انطفائها نكتفي هنا بالحديث عن شمسنا عندما يشاء الله أن ينتهي عمرها ويذهب نورها، لأنها بطبيعة الحال نجم كمثل غيرها من النجوم تخضع لحسابات الانكماش والكتلة الحرجة.
يقول ـ تبارك وتعالى ـ في أول سورة التكوير: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِرَتْ) والتكوير في لغة العرب هو جمع الشيء إلى بعضه وثنيه داخل نفسه مثل لف الثياب إلى بعضها؛ ورد في تفسير ابن كثير: (قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِرَتْ) يعني أظلمت.

وقال العوفي عنه: ذهبت، وقال مجاهد: اضمحلت وذهبت، وكذا قال الضحاك. وقال قتادة: ذهب ضوؤها، وقال سعيد بن جبير: (كُوِرَت) غورت. وقال الربيع بن خثيم: (كُوِرَتْ) يعني رمي بها. وقال أبو صالح: (كُوِرَتْ) أُلقيت، وعنه أيضًا: نُكّست. وقال زيد بن أسلم: تقع في الأرض. قال ابن جرير: والصواب من القول عندنا في ذلك أن التكوير جمع الشيء بعضه إلى بعض، فمعنى قوله (كُوِرَت) جُمع بعضها إلى بعض ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو بن عبدالله الأودي حدثنا أبو أسامة عن مجاهد عن شيخ من بجيلة عن ابن عباس: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِرَتْ) قال: يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر، ويبعث الله ريحًا دبورًا فتضرمها نارًا. وكذا قال عامر الشعبي.

علماً بأن الحسابات الحديثة عند تطبيقها على شمسنا تشير إلى أنها في حالة انطفائها لن تصبح ثقبًا أسود أو نجمًا نيوترونيٌّا بل ستتقلص في الحجم (تتكور) بفعل سيادة قوى الجاذب بها حتى تستقر في حجم محدد هو ما يسمى (بالقزم الأبيض).
وقد جاء السياق القرآني داعمًا لذلك، فإنه بعد ذكر تكور الشمس وانكفائها على نفسها لم يرد مباشرة ما يشير إلى انفراج السماء أو حدوث ثقوب بها على عكس سياق الآية 8 من سورة المرسلات حيث يقول تعالى: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ).

وجاءت الآية 9 بعدها مباشرة بهذا النص:(وَإِذَا السَّمَآءُ فُرِجَتْ). إنه بعد الإشارة إلى انطفاء كل النجوم ـ بما في ذلك ذوات الكتل الهائلة والتي ستصبح ثقوبًا سوداء ـ وردت مباشرة الإشارة إلى انفراج السماء وثقبها وهو حدث مهول كثر ذكره في مواضع عدة من القرآن بصيغ عديدة مثل: الانشقاق والانفطار، ودون الحاجة إلى ذكر السبب (انطفاء النجوم أو غير ذلك). لذلك فانطفاء النجم قد لا يكون السبب الوحيد ـ لأن الله خالق الأسباب ومدبرها كيف يشاء ـ غير أنه في الآية الوحيدة التي تتكلم عن انطفاء النجوم بكل وضوح جاءت مباشرة الإشارة إلى الحدث الأكثر رهبة وهو انفراج وتمزق بنية السماء.
هذا والله سبحانه أعلم من كل ذي علم.
المراجع:
(1) القرآن الكريم.
(2) تفسير ابن كثير.
(3) تفسير الطبري.
(4) تفسير السعدي.
(5) برنامج (القرآن الكريم) من شركة صخر لبرامج الكمبيوتر.
(6) قاموس (محيط المحيط) للبستاني.
(7) (الثقوب السوداء والأكوان الطفلة) تأليف ستيف هوكنج، ترجمة د. حاتم النجدي.
(8) موجز في تاريخ الزمان، تأليف ستيفن هوكنج، ترجمة الدكتور أدهم السمان.
(9) الشموس المتفجرة، أسرار السوبر نوفا، تأليف إسحاق عظيموف، ترجمة د.السيد عطا
(10) ما بعد أينشتاين، البحث العالمي عن نظرية للكون، تأليف ميشيو كاكو، وجنيفر ترينر، ترجمة الدكتور فايز فوق العادة.

الإحساس بالألم بين الطب والقرآن

| 0 التعليقات


د. سالم عبدالله المحمود

كان الاعتقاد السائد منذ عدة قرون أن الجسم كله حساس للآلام، ولم يكن واضحًا لأحد يومذاك أن هناك أعصابًا متخصصة في جسم الإنسان لنقل أنواع الألم، حتى كشف علم التشريح اليوم دور النهايات العصبية المتخصصة في نقل أنواع الآلام المختلفة.
وسنرى فيما يعرضه هذا البحث من الحقائق العلمية ما يناقض ذلك الاعتقاد الذي كان سائدًا وقت التنزيل وإلى زمن قريب جدًّا. وبمقارنة تلك الحقائق العلمية مع ما ورد في القرآن الكريم من الإشارات العلمية حول الجلد وكونه مختصًّا بنقل الإحساسات المتنوعة، يتأكد لنا أن هذا القرآن الكريم هو كلام الله خالق الكون ومبدع الإنسان، وأنه هو الذي أوحى بتلك الحقائق إلى نبيه محمد ـ عليه الصلاة والسلام.
النصوص التي وردت في الموضوع:
قال الله ـ تعالى ـ عن عذاب الكافرين يوم القيامة: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) (النساء: 56).
وقال تعالى: (وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ) (محمد: 15).
تفسير الآية الأولى:
قال الطبري في تأويل قوله تعالى: (سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا) سوف ننضجهم في نار يُصلَوْن فيها، أي يشوون فيها، (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم) كلما انشوت بها جلودهم فاحترقت (بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا) يعني غير الجلود التي قد نضجت فانشوت (لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ) فعلنا ذلك بهم ليجدوا ألم العذاب وكربه وشدته بما كانوا في الدنيا يكذبون آيات الله ويجحدونها(1).
وقال الزمخشري: ليدوم لهم ذوقه ولا ينقطع، كقولك للعزيز: (أعزك الله؛ أي أدامك على عزك وزادك فيه)(2).
تفسير الآية الثانية:
قال القرطبي: (وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمًا) أي حارًّا شديد الغليان إذا دنا منهم شوى وجوههم ووقعت فروة رؤوسهم، فإذا شربوه قطع أمعاءهم وأخرجها من أدبارهم.
والأمعاء: جمع معي، والتثنية: معيان، وهو جميع ما في البطن من الحوايا(3).
وقال الطبري: وسقي هؤلاء الذين هم خلود في النار ماء قد انتهى حره فقطع ذلك الماء من شدة حره أمعاءهم(4)، كما ذكر مثله الشوكاني في فتح القدير(5) وابن كثير في تفسيره(6).
الجلد وعذاب النار
الحقائق العلمية حول الجلد:
إذا ألقينا نظرة على خارطة الجلد نجد قدرة الخالق ـ جل وعلا ـ تتجلى في الشكل البديع(7) (انظر الشكل رقم 1) الذي يوضح كيف تتوزع أعصاب الإحساس في جلد الإنسان، حيث نجد أن هناك ما يقرب من خمسة عشر مركزًا لمختلف أنواع الإحساس العصبي قد تم اكتشافها من قبل علماء الطب والتشريح، وقد حمل بعضها أسماء مكتشفيها.
وقد قسم علماء الطب الإحساس إلى ثلاث مستويات:
أ ـ إحساس سطحي.
ب ـ إحساس عميق.
ج ـ إحساس مركب.
شكل رقم (1): هذا الشكل يبين تركيب جلد الإنسان
ويختص الإحساس السطحي باللمس والألم والحرارة، أما الإحساس العميق فيختص بالعضلات والمفاصل. أي إحساس الوضع أو التقبل الذاتي PROPRIOCEPTION)). وكذلك ألم العضلات العميق وتحسس الاهتزاز PALLESTHESIA)).
والآلية الحسية لكلا الإحساسين: السطحي والعميق، تشمل التعرف وتسمية الأشياء المعروفة والموضوعة في اليد، أي حاسة معرفة الأشياء باللمس (STEREOGNOSIS). وكذلك حاسة الإدراك الموضعي TOPOGNOSIS))، أي المقدرة على تحديد مواضع الإحساس أو التنبيه الجلدي.
والإحساس باللمس: أي معرفة الأشياء باللمس، ويعتمد على سلامة قشرة المخ، أو لحاء المخ.
وهناك ما يعرف بتقسيم د. هد HEAD, S CLASSIFICATION)) حيث قسم الإحساس الجلدي إلى مجموعتين:
إحساس دقيق (EPICRITIC) يختص بتمييز حاسة اللمس الخفيف والفرق البسيط في الحرارة.
وإحساس أوّلي PROTOPATHIC) ) ويختص بالألم، ودرجة الحرارة الشديدة.
وكل إحساس منهما يعمل بنوع مختلف من الوحدات العصبية، وقد بنى استنتاجه هذا على ملاحظاته لتجدد الأعصاب، الذي يعقب الإصابة، حيث وجد أن الإحساس الأوّلي PROTOPATHIC)) يعود سريعًا أي خلال عشرة أسابيع، بينما الإحساس الدقيق يبقى معطلاً لمدة سنة أو سنتين، أو ربما لا يعود نهائيًّا.
خلايا التغيرات البيئية:
توجد خلايا مخصصة لاكتشاف التغيرات الخاصة في البيئة RECEPTORS))، وهي تنقسم إلى أربعة أنواع:
ـ خلايا تتأثر بالبيئة الخارجية: EXTEROCEPTORS))، وهي مخصصة لحاسة اللمس، وتشتمل على جسيمات (مايسنر) MEISSNERS CORPUSCLES)) وجسيمات (ميركل) MERKELS CORPUSCLES)).
ـ خلايا الشعر، ونهاية بصيلات كروز:
ERAUSE END BULBES))، وهي مخصصة للحرارة.
ـ نهايات الأعصاب الإرادية أو الحرّة للإحساس بالألم.
(انظر الشكل رقم 2)
شكل رقم (2): الأشكال توضح نهايات العصب الحسي وهي متقبلات خارجية (مستقبلات)
وقد أثبت التشريح أن الألياف العصبية الخاصة بالألم والحرارة متقاربة جدًّا، كما بين الطريق الذي تسلكه الألياف العصبية الناقلة للألم والحرارة حيث تدخل النخاع الشوكي (SPINAL CORD) وبعده إلى المخيخ EEREBELLUM)) ثم إلى الدماغ المتوسط MID BRAIN)) ومنه إلى المهاد (THALAMUS) ثم إلى تلافيف الفص المهادي للمخ GYRUS OF PARIETAL LOBE)).
ونخلص من هذا إلى أن الجلد من أهم أجزاء جسم الإنسان إحساسًا بالألم، نظرًا لأنه الجزء الأغنى بنهايات الأعصاب الناقلة للألم والحرارة. انظر الشكلين (3، 4).
شكل رقم (3):القسم المركزي والمحيطي للجهاز العصبي حيث يتكون الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والحبل الشوكي، ويتكون الجهاز العصبي المحيطي من الأعصاب القحفية والشوكية.
شكل رقم (4): يوضح هذا الشكل الممر الحسي للألم والحرارة
درجات الحروق وأنواعها:
لو استعرضنا درجات الحروق التي يصاب بها الإنسان لوجدنا أن هناك حروق من الدرجة الأولى، وحروق من الدرجة الثانية.
وجميعها تنقسم إلى حروق سطحية، وحروق عميقة، ثم حروق من الدرجة الثالثة.
ولو ألقينا نظرة إلى ما يصيب الجلد نتيجة لهذه الأنواع الثلاثة من الحروق لوجدنا أن حروق الدرجة الأولى تصيب طبقة البشرة القرنية، وتظهر على هيئة التهاب جلدي.
ويسمى أيضًا الحرق الحمامي، وفي هذه الحالة يحدث انتفاخ وألم بسيط لأن الحرق من الدرجة الأولى يصيب خلايا الطبقة السطحية، ومن المعتاد أن ظاهرة الاحمرار والانتفاخ والألم تختفي خلال يومين أو ثلاثة أيام.
ولو انتقلنا إلى حروق الدرجة الثالثة لوجدنا أن طبقة الجلد تصاب بكاملها، وربما تصل الإصابة إلى العضلات أو العظام، ويفقد الجلد مرونته ويصبح قاسيًا وجافًّا.
وفي هذه الحالة فإن المصاب لا يحس بالألم كثيرًا، لأن نهايات الأعصاب تكون قد تلفت بسبب الاحتراق.
ونعود الآن إلى حروق الدرجة الثانية، وهي تنقسم إلى قسمين:
1 ـ سطحي.
2 ـ عميق.
يحدث في حالة الحروق السطحية من الدرجة الثانية أن طبقة البشرة (ظاهر الجلد) تنضج، وكذلك الأدمة ـ طبقة باطن الجلد ـ التي تحت البشرة.
ويحدث في هذه الحالة انفصال طبقة البشرة عن طبقة الأدمة، وتتجمع مواد مفرزة أو نتحات(8) بين هاتين الطبقتين، وتتكون كذلك النفط(9) تحت البشرة وهي مليئة بسوائل تشبه سوائل البلازما أو مصل الدم.
ويعاني المصاب في هذه الحالة من آلام شديدة، وزيادة مفرطة في الإحساس بالألم، نتيجة لإثارة النهايات العصبية المكشوفة. ويبدأ التئام الجلد خلال أيام قد تصل إلى أربعة طبقات نتيجة لعملية التجدد والانقلاب التي تحدث في الأمعاء.
الأحشاء وعذاب يوم القيامة:
وكما يتعرض الكفار لعذاب النار من الخارج عن طريق الجلد، فإنهم يتعرضون لعذاب داخلي من نوع آخر، عن طريق سقيهم بماء حميم، إذا دنا منهم شوى وجوههم ووقعت فروة رؤوسهم، فإذا شربوا قطع أمعاءهم وأخرجها من أدبارهم، قال تعالى: (وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ) (محمد: 15).
لقد كشف علم التشريح أن الأمعاء الدقيقة هي أطول جزء في الجهاز الهضمي ـ يصل طولها إلى خمسة أمتار ـ ويتكون جدارها من ثلاث طبقات:
1 ـ الطبقة الخارجية:
وهي الطبقة المصلية: وهي عبارة عن غشاء رقيق رطب بما يفرزه من سائل مصلي.
2 ـ الطبقة الوسطى:
وهي الطبقة العضلية: التي تتكون بدورها من طبقتين:
أ ـ طبقة خارجية: تتكون من عضلات طولية.
ب ـ طبقة داخلية: تتكون من عضلات دائرية.
3 ـ الطبقة الداخلية وتسمى بالطبقة المخاطية:
وتتكون من صفيحة عضلية مخاطية، ونسيج تحت الغشاء المخاطي، وثنايا دائرية أو حلقية محمّلة بالزغب، وتحتوي على غدد معوية وحويصلات لمفاوية.
ونجد أن هذا الإبداع الإلهي في التكوين والتركيب جعل الأمعاء من الداخل في حماية من المؤثرات الداخلة إليها، التي يمكن أن تحدث آلامًا، منها آلام الإحساس بالحرارة.
فتجويف البطن مبطّن بالبريتون (الصفاق) الذي يبلغ حجمه (20.400سم مكعب) ويساوي نفس حجم الجلد الخارجي للجسم، وهو ما يسمى بالصفاق الجداري، وأما الذي يغطي الأحشاء، فإنه يسمى الصفاق الحشوي. (انظر الشكل رقم 5)
شكل رقم (5): هذا الشكل يوضح طبقات الأمعاء الدقيقة وتركيب الزغابات المعوية
أما الجزء الموجود بين الصفاق الجداري والطبقة المصلية للأحشاء فيسمى المساريقا، وبه عدد كبير من جسيمات (باسيني).
والمساريقا تشبه الصفيحة المكونة من ورقتين مزدوجتين تمر بينهما الأعصاب والأوعية اللمفاوية والدموية. فمتلقيات الألم RECEPTORS)) والوحدات الحسية الأخرى الموجودة في الأحشاء تشبه تلك الموجودة في الجلد، لكن هناك اختلافات بيّنة في توزيعها.
فالأحشاء لا يوجد بها أعصاب التقبل الذاتي (PROPPIOCEPTORS)، ولكن يوجد فيها عدد قليل من الأعضاء الحسية للحرارة واللمس. لذا فإنه عندما يخدر جدار البطن بمخدر موضعي، ويفتح البطن ونمسك الأمعاء أو نقطعها أو حتى نحرقها لا ينتج عن ذلك أي انزعاج أو إحساس بألم.
ولكن عندما تتقطع الأمعاء بسبب شرب الماء الحميم (ماء حار شديد الغليان)(10) الذي ينفذ منها إلى التجويف المحيط بالأحشاء والغني بالأعصاب الحاسة ـ فإن العذاب بحرارة الحميم يبلغ أشده.
أوجه الإعجاز:
(أ‌) بيّن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن الجلد محل العذاب فربط ـ جل وعلا ـ بين الجلد والإحساس بالألم في قوله تعالى: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ) فتبين بذلك أن الجلد وسيلة إحساس الكافرين بعذاب النار.
وأنه حينما ينضج الجلد ويحترق ويفقد تركيبه ووظيفته ويتلاشى الإحساس بألم العذاب يستبدل بجلد جديد مكتمل التركيب تام الوظيفة، تقوم فيه النهايات العصبية ـ المتخصصة بالإحساس بالحرارة وبآلام الحريق ـ بأداء دورها ومهمتها، لتجعل هذا الإنسان الكافر بآيات الله تعالى يذوق عذاب الاحتراق بالنار.
ولقد كشف العلم الحديث أن النهايات العصبية المتخصصة للإحساس بالحرارة وآلام الحريق لا توجد بكثافة إلا في الجلد، وما كان بوسع أحد من البشر قبل اختراع المجهر وتقدم علم التشريح الدقيق أن يعرف هذه الحقيقة التي أشار إليها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنًا.. وهكذا تتجلى المعجزة وتظهر آيات الله تعالى.
(ب‌) هدّد القرآن الكريم الكفار بالعذاب بماء حميم يقطع أمعاءهم، واتضح السر في هذا التهديد أخيرًا باكتشاف أن الأمعاء لا تتأثر بالحرارة، ولكنها إذا قطعت خرج منها الماء الحميم إلى البريتون الجداري، الذي يغذَّى بأعصاب الجدار التي تغذي الجلد وعضلات الصدر والبطن، وتتأثر هذه الأعصاب باللمس أو الحرارة فيسبب الحميم بعد تقطيع الأمعاء أعلى درجات الألم.
أما العذاب عن طريق الجلد فيختلف عن ذلك لاختلاف طبيعة تركيب الجلد، فلا يكون استمرار الإحساس بالعذاب في الجلد إذا نضج ـ إلا بتجديد جلد جديد.
فاختلاف الوصف لكيفية تحقيق العذاب بالنار من الخارج: عن طريق تبديل الجلد كلما نضج، ومن الداخل: بتقطيع الأمعاء بالحميم، والذي أثبته العلم الحديث يتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم في هذين المجالين. ذلك أن القرآن الكريم كلام الخالق العليم الذي يعلم دقائق تركيب الإنسان وأسراره. وهكذا يتجلى الإعجاز العلمي في الإحساس بالألم بالتوافق بين حقائق الطب ومعجزات القرآن الكريم.

المراجع العربية
1 ـ تفسير الطبري، ط. دار الفكر، بيروت.
2 ـ تفسير الكشاف، ط. دار المعرفة بيروت.
3 ـ تفسير القرطبي، ط. دار إحياء التراث، بيروت.
4 ـ تفسير الشوكاني، ط. دار المعرفة، بيروت.
5 ـ تفسير ابن كثير، ط. دار الكتب العلمية، بيروت.
المراجع الأجنبية
NEUROANATOMY & FUNCTIONAL NEUROLOCY
JOSEPH G. CHUSIN
ATLAS OF HUMAN ANATOMT
P. D. SYNELNYK OF
TREATMENT OF BURNS
YANG CHI CHUN
HSU WEI – SHIA
SHIH TRI – SING
REVIEW OF MEDICAL PHYSIOLOGY
W. F FORRESTER
A COMPANION TO MEDICAL STUDES ANATO MY. BIOCHEMISTRY & PHYSIOLOGY
EDITOR - IN - CHIEF J. M. FORRESTER.
هوامش:
(1) الطبري 5/142، 143.
(2) الكشاف 1/275.
(3) القرطبي 16/237.
(4) الطبري 26/50.
(5) الشوكاني 5/35.
(6) ابن كثير 4/271.
(7) النتح والنتوح: خروج العرق من أصول الشعر (أي من الجلد)، والمراد هنا القيح (لسان العرب: 2/611).
(8) النفطة: بثرة تخرج في اليد من العمل ملأى بالماء بين الجلد واللحم (لسان العرب 7/417).
(9) المعجم الوسيط: 1/ 200.